كلمة حق

من طرف **Mido Khaled** الثلاثاء أغسطس 24, 2010 8:54 am

في التراث الأدبي أن الطريق الي جهنم مفروش بالنيات الطيبة‏!!‏ وعلي هذا المثال مشروع بطولة كروية لدول حوض نهر النيل يفكر فيه اتحاد الكرة ويتحمس له المجلس القومي للرياضة‏,‏ ويجري الإعداد لبحثه مع وزارتي الخارجية والري‏.‏
طبعا الهدف هو ترطيب الأجواء مع دول حوض نهر النيل‏,‏ علي خلفية مشكلات دول المنابع مع دولة المصب‏(‏ مصر‏)‏ التي تصاعدت أخيرا بشكل يثير القلق‏.‏ والفكرة ليست جديدة تماما‏,‏ فقد سبق ان بحثناها خلال رئاستي لاتحاد الكرة في وجود الدكتور علي الدين هلال وزيرا للشباب والرياضة‏,‏ وقد تبين من خلال الدراسة أنها ليست كما تبدو لأول وهلة‏,‏ فصرفنا النظر عن المضي فيها‏!‏
ونحن نقدر النيات الطيبة للإخوة في اتحاد الكرة والمجلس القومي والتي كانت الدافع وراء مشروع إقامة دورة أو بطولة كروية سنوية لمنتخبات دول حوض النيل‏,‏ التسع بالتناوب فيما بينها‏,‏ لكن الأمر يا سادة مرهون أولا بموافقة كل هذه الدول علي الفكرة‏,‏ والتي تتضمن التزامات مادية وتنظيمية علي الدولة المضيفة في كل مرة‏,‏ ومالم تكن لائحة البطولة تنص علي أن تتحمل‏(‏ مصر‏)‏ في كل مرة تكاليف تنظيمها في أي دولة‏,‏ فلن نجد أحدا يوافق علي المشاركة‏,‏ وحتي لو تم حل المشكلة المادية علي هذا النحو فسوف تبرز صعوبة اختيار المواعيد التي تناسب ظروف كل الدول في وجود الكم الهائل من البطولات الرسمية القارية والدولية للأندية والمنتخبات‏,‏ فضلا عن البطولات المحلية وتلك التي تنظمها الاتحادات الاقليمية في شرق ووسط القارة‏!‏
وهناك حقيقة مهمة لا يصح تجاهلها‏,‏ وهي أن المنافسات الكروية في قارتنا السوداء غالبا لا تقرب بين الشعوب‏,‏ وكثيرا ما يتسبب عدم نضوج مفهوم المنافسة الرياضية الي عداوات‏!!‏ وقد يؤدي خطأ حكم أو مشاهد متعصب الي حدوث أزمة في العلاقات‏!!‏
‏**‏ أخيرا ـ أو من الاخر ـ إذا أردنا استخدام شعبية كرة القدم في ترطيب الأجواء مع دول منابع النيل‏,‏ فعلينا بالنموذج الصيني وهو تقديم الدعم المادي المباشر‏,‏ من خلال بناء الاستادات والمنشآت والصالات الرياضية في تلك الدول ـ كهدية للشعب ـ كما تفعل الصين منذ عشرين سنة‏,‏ أو تنظيم دورات دولية للمدربين والإداريين بمصر واستضافة ممثلي هذه الدول فيها بالمجان وكذا استضافة منتخباتها في معسكرات تدريبية بمصر قبل البطولات المهمة التي ستشارك فيها‏,‏ بالمجان أيضا‏!‏